top of page
  • Writer's pictureBahais Tunisie

بيان COVID-19 إلى عموم الشعب التونسي والمواطنين الأجانب حماهم ﷲ



https://www.facebook.com/1450834005233084/posts/2562335500749590/


تونس في 30 مارس 2020

بيان

إلى عموم الشعب التونسي والمواطنين الأجانب حماهم ﷲ

في ظل الأزمة الحالية العصيبة التي يمرُّ بها بلدنا الحبيب من تفشي لفيروس كورونا المستجد COVID-19، وايماناً منا بالدور الأساسي الذي يمكن أن يلعبه الدين في الوقت الراهن، ومن روح المسؤولية التي هي على عاتقنا، نتوجه نحن العاملون والناشطون في الحقل الديني، منظمات وقادة دينيين، بهذا البيان للشعب التونسي والمواطنين الأجانب، نعرب فيه عن ما يلي:

مهما بلغت صعوبة الوضع الاستثنائي الذي تعيشه بلادنا والعالم بأسره في الوقت الحاضر، حيث أنّه شارف على بلوغ الحدود القصوى لتحمّل المجتمع لحالة غير مسبوقة في عصرنا الحالي، فإنّنا على يقين بأن الإنسانيّة ستعبُر نفق هذه المحنة في نهاية المطاف، لتظهر على الجانب الآخر من النفق وقد اكتسبت رؤيةً أوضح وتقديرًا أعمق لوحدتها المتأصّلة وترابطها المُتبادَل. فمن ناحية نرى أن هذه الجائحة لم تفرق بين غني وفقير، ودول متقدمة ونامية، ومن ناحية أخرى وضعت كل أفراد الجسم الإنساني على محك واحد تجاه الأزمة على اختلاف درجاتهم الاقتصادية والعلمية والاجتماعية. بعد أن شاهدنا كيف أن البلدان المتقدمة علميا وتقنيا لم تستطع الحد من تفشي هذا الوباء حول العالم.

فعلينا في هذه الظروف، أن لا نشعر بالاضطراب أو الخوف أبدًا، فهذه الأمراض بمثابة الجيوش والجنود، إذا ما شعر الإنسان بأقلّ اضطراب مقابل العساكر المهاجمة، لا شكّ أنّهم سيستولون عليه وسينهبونه ولكن إذا قاوم الإنسان العساكر الجرّارة ببسالة وشجاعة استثنائيّة، فإنّ العدو مهما كان قويًّا وجسورًا لن يتمكّن من مقاومته في ميدان الحرب وسيختار الفرار.

وقد كشف لنا هذا الوباء اللثام عن صفات نحملها مثل الأنانية والجشع والاحتكار، واعتماد شريحة من المجتمع على الشائعات أو ترويجها دون تحري الحقيقة والرجوع للمصادر العلمية والموثوق بها ولكن في مقابل ذلك دفعنا أيضا إلى تطوير صفات روحانية - كالوحدة والاتّحاد، الألفة والتّعاطف، المعرفة والإدراك، وروح العبادة الجماعيّة، والمسعى المشترك - والتي اعتقدنا أنها كانت تحصيلا حاصلا ليظهر لنا الواقع الحاجة إلى مزيد تطويرها لخدمة الصالح العام أكثر منه للمنفعة الفردية والأنانية المقيتة.

لقد اتخذت الإنسانية، للأسف، علاقة غير سوية مع الطبيعة مستغلة بإفراط ثرواتها مما انجرّ عنه كوارث بيئية، لعلّ ما نعيشه اليوم من ظهور وباء الكورونا المستجد هو نتاج لاختلال التوازن بين العلم والدين و لغياب منظومة قيمية، لا غنى عنها، توجه التقدم التقني والتكنولوجي نحو المحافظة على البيئة. وعلى مقولة رابلي "إن العلم بدون وعي الضمير لا يكون سوى خراب للنفوس."

ألم يئن الأوان بعد، لكي لا نغفل عن الذات الروحانية المتأصلة في هذا الكائن النبيل الإنساني ليبرز بذلك التوافق بين قيم الدين والتقدم العلمي؟ عندها فقط يتطور الجناح العلمي للإنسان إلى أعلى مستوياته ويرتقي الجانب الروحي نحو مستويات أرقى فأرقى بعيدة عن الشعوذة والخرافة والدجل.

وعليه، ألم يحن الوقت لمراجعة شاملة للنمط الاقتصادي البغيض، الذي يرى في الإنسان كائنا اقتصاديا مستهلكا بالأساس؟

لا يسعنا أخيرا إلا أن نبث روح الأمل والإيجابية للمجتمع مع الدعوة للتعاضد وتظافر الجهود لمواجهة هذه الجائحة العصيبة بعيدا كل البعد عن كل العصبيات الدينية والعرقية والإيديولوجية والقومية الضيقة، كما نؤكد على ضرورة الاستجابة لنداء الحكومة والثقة في قراراتها وتقديم الشكر والدعم لمن هم في الصفوف المتقدمة في مواجهة هذا الوباء ونحث على الانخراط اللا مشروط في مساعي المجتمع المدني لدعم المجهودات المبذولة.

ونحن على ثقة من أن ﷲ اللطيف القدير الرحيم سوف يرفع هذه الغمة ويستجيب لصلواتنا ولدعائنا لبعضنا البعض، لما له من أثر عظيم، دونما إقصاء، وهو اللغة التي توحدنا عندما نتوجه الى الله المحب لعباده. راجين منه أن يزيل هذا الوباء ليكون بروز الطبيعة الروحانية النبيلة للإنسان هي الفائز من هذه المحنة.

نرجو من ﷲ القادر أن يحفظكم ويمنحكم سلامه.

المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني الموقعة على البيان:

جمعية التلاقي

الجامعة البهائية بتونس

الجامعة العامة للشؤون الدينية

الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بتونس

جمعية الوحدة في التنوع

اتحاد الطرق الصوفية

حاخام الكنيس اليهودي بحلق الواد

مركز أهل البيت للدراسات والبحوث

الكنيسة الإنجيلية بتونس

مرصد الدفاع عن الحق في الإختلاف

منظمة أديان من أجل السلام

حِوَاراتٌ سَائِدَةٌ في المُجْتَمَع

DISCOURS DE SOCIÉTÉ

bottom of page