البهائيون في تونس
حِوَارَاتٌ سَائِدَة في المُجْتَمَع
أهلا وسهلا،
تدعو التعاليم البهائية، إلى المساهمة في إصلاح العالم. يتفضّل حضرة بهاءالله:
” أَنِ اهْتَمُّوا بِمَا يَحْتَاجُهُ عَصْرُكُمْ، وَتَدَاوَلُواْ مُرَكِّزِينَ أَفْكَارَكُمْ فِي مَتَطَلَّبَاتِهِ وَمُقْتَضَيَاتِهِ “
إنّ هذا النداء للمساهمة في إثراء الحوارات السائدة في المجتمع مثل: التربية، المساواة بين المرأة والرجل،المواطنة، التعايش، إدارة الشأن العام ... يجعل منها واجبًا مقدّسًا. في هذا الموقع نقترح عليكم وجهة النظر البهائية حول بعض المواضيع المطروحة في الحوارات السائدة في مجتمعنا حاليّا.
لمحة عن الدّين البهائيّ
يؤمن البهائيون بأن حضرة بهاء الله صاحب الرسالة الإلهيّة لهذا العصر وهو أحد المظاهر الإلهيّة الذين يبعثهم الله برسالة سماوية من حين لآخر، وأنه جاء بالتعاليم التي ستمكن البشرية من بناء حضارة عالمية جديدة.
يؤمن البهائيون بأنّ الأرض وطنٌ واحد، وكُلّ البشر سكانه، كما يعتقدون أن كلّ إنسان هو مخلوق نبيل وأن الله قد مَنَحَ كلّ شخص القدرة على تطوير القيم الأخلاقية والقدرات الإنسانيّة المُودعة فيه ليستخدمها في خِدمة و بِناء مجتمعه، وهو بذلك يساهم في تأسيس هذه الحضارة على أساس مادي وروحاني في آن معاً.
إن ما تمر به البشرية اليوم من صراعات و من تعصّبات ونزاعات وتّحديات هو أكبر دليلٍ على حاجة الإنسانية إلى هدي إلهي جديد ودواء لعللها، وهذا ليس مجرد اعتقاد فقط، بل هو نتيجة لإدراك عميق لحقيقة الأديان وتتابعها عبر الأزمان. يتفضّل حضرة بهاءالله قائلا:
” في كل عصر أوجاع وفي كل رأس أهواء داء اليوم له دواء وداء الغد له دواء آخر “
تاريخ البهائيّة في تونس
يرجع دخول الدّين البهائي إلى تونس إلى سنة 1921م، أي منذ حوالي القرن، عندما حلّ ببلدنا السيّد محي الدّين الكردي، وهو بهائي مصري من شيوخ الأزهر الشريف، قدم إلى بلدنا ليُبلِّغ رسالة حضرة بهاءالله.
أعلن حضرة بهاءالله دعوته في بغداد سنة 1863م وكان العرب من أوائل الذين استجابوا لرسالة حضرته. تعلن هذه الرسالة في جوهرها أن البشرية أسرة واحدة وتخبر أنه قد حان الوقت لتتّحد الشعوب والملل. إنّ هذا المبدأ الأساسي والذي كان يبدو للبعض حتى زمن ليس ببعيد ضربا من الخيال بات أنسب علاج للعلل التي يُعاني منها العالم بأسره ومنه بلدنا تونس. يتفضل حضر ة بهاءالله :
” وَالَّذِي جَعَلَهُ اللهُ الدِّرْياقَ الأَعْظَمَ وَالسَّبَبَ الأَتَمَّ لِصِحَّتِهِ هُوَ اتِّحادُ مَنْ عَلَى الأَرْضِ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ وَ شَرِيعَةٍ واحِدَة “
بعد قُدوم الشيخ الكردي، آمن عدد من التونسيين بالدين البهائي وساهموا بدورهم في إيصال هذه الرسالة المقدّسة إلى أصدقائهم ومعارفهم. ومنذ ذلك الحين، يعمل البهائيون في تونس على تطبيق تعاليم دينهم من خلال المشاركة الفعالة مع أبناء مجتمعهم لِبناء قِيمٍ روحانية وأخلاقية تساعدهم على المساهمة معًا في بناء حضارة إنسانيّة جديدة عالميّة الأبعادِ تتميز بتناسق بين التطور الروحاني والمادي، وهم بذلك جزء لا يتجزّأ من نَسِيج مُجتمعِهم مُلتزمون بخدمته ومُتفانون في محبّته.